الكـآبة في مكان العمل!!
يقدر عدد المصابين بالكآبة سنوياً بـ 17.6 مليون حالة، وذلك نتيجة للشدائد النفسية، والمشاكل الشخصية، أو بسبب مشاكل مع الآخرين. وللتبدلات السلبية في العمل مع ضغط العمل دور في ذلك، ويأتي مرض الكآبة في المرتبة الرابعة من حيث نسبة الحدوث حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، ويتوقع لهذا المرض أن يقفز إلى المرتبة الثانية بحلول عام 2020م وتقدر كلفة هذا المرض بالنسبة للشركات والمعامل في أمريكا بـ 24 مليار دولار سنوياً، نتيجة للغياب المرضي وتدني الإنتاج حيث تقدر كلفة علاج الشخص الواحد بـ 3000 دولار، وعليه فإن الكلفة العلاجية السنوية تقدر بـ 44 مليار دولار، مما يجعل المرض الأكثر كلفة من بين الإضطرابات السلوكية.
أهم أعراض الكآبة في مكان العمل:
تجاوز أيام الغياب عن الحد المسموح به سنوياً.
فقدان القدرة على التركيز.
انخفاض إنتاجية العمل.
تراجع الاهتمام بالعمل.
الانعزال عن الأصدقاء والزملاء.
سرعة الغضب والنرفزة.
التأخر عن العمل.
وعلى هذا فقد بدأت الأبحاث الطبية تركز على موضوع الكآبة في مكان العمل من حيث الأسباب والوقاية والعلاج، ولابد لنا في هذه العجالة أن نذكر أن الوقاية تخضع للتقييم الدقيق لضغط العمل بالإضافة إلى الضغوط العقلية والاجتماعية، التي ربما تساعد على التكهن بإمكان علاجها أو عدم عودتها، ولا سيما إذا كانت بداية الحالة بشكل حاد ومفاجئ، أما الحالات الإنفعالية الخفيفة فإنها تميل إلى الاستمرار إلى أن تكون مزمنة، وقد يصعب علاجها. ومن المهم على الشخص المكتئب أن يتقبل الواقع الذي يفرضه عليه الاكتئاب من صعوبات عظيمة في التغلب على واجباته، مع التشجيع المستمر له من قبل رؤسائه وزملائه في العمل، وإظهار الود والاهتمام والتأييد، وعدم تحميله مالا طاقة له به، والتعاون مع الأهل لضرورة تأمين الجو المناسب لتحسينه، وإعادة تكيفه مع الواقع، وقد تكون الأعراض من الشدة بحيث تمنعه من العمل مع أفكار انتحارية تراود الشخص! وهنا تتطلب الحالة الدخول إلى المشفى والعلاج بالأدوية المنعشة للجهاز العصبي المركزي ومضادات الكآبة والأدوية المهدئة والمسكنة. وبقي أن نذكز بأن الشخص المكتئب بشكل عام يميل إلى أن يكون محدوداً لذاته وذا ميل طبيعي للشقاء